ممرات آمنة
* عام كامل ملئ بالأوقات الضائعة و التي أعتقد أنها مجرد قربان لحياتي الجديدة بايقاعها السريع اللامبالي بالواجبات و الحدود في فجر يوم الجمعة الماضي ، أجلس علي مقهي صغير يتوسط المسافة بين بيتي و بين "عرفة" موزع الجرائد الرئيسي بطنطا بجوار محطة القطار . قررت أن أتخفف قليلا مما يجب علي فعله ، علي الرغم مني أحس بخليط من الدهشة و الحزن لأنني لم أنجح في المرور من الثقب الضيق لامتحاناتي في بكالوريوس الطب كل المقدمات كانت توحي بكبوة مثل هذه و لكنني كنت أتوقع " الملاك الحارس " الذي أنقذني من مطبات مماثلة علي مدي عمر طويل . توقعت معجزة صغيرة تخبرني بأنني لم أنجرف بعيدا عما يجب أن أفعله و لكن لسبب أو لآخر فقد فشلت في النجاح .
" - الفشل : كلمة ملتبسة و مائعة فما أعتبره فشلا قد يصبح مجرد عطب بسيط يمكن تداركه أو مجرد وسيلة لإبطاء سرعتي قليلا في الحياة
**
ديواني الأول " كيف يقضي ولد وحيد الويك إند "
أردته أن يكون من أبرز دواوين العام و لكنه بالكاد حقق نجاحا بسيطا في وضعي علي ساحة الشعراء الجدد . لن أنكر أنني مررت بلحظات سعادة بسببه ؛ قارئة لم أتوقعها أو رأي عابر من شاعرة أحبها كثيرا أو لحظة صدور الغلاف - الغلاف الأخضر الذي لم يثير الاعجاب بقدر إثارته للشفقة ، سعدت به جدا تماهيت مع تيمته البصرية : أسد قصر النيل و وشم " ممنوع الانتظار " الموجود علي الأسفلت . أحسست أن " أحمد اللباد " أحس بمدي محبتي لللافتات ، يفط المحلات ، كتابات الحوائط و غيرها دائما ما رأيت الكتابات القديمة المهملة رموز لديانات قديمة تثير الدهشة كيافطة " شركة الحمد لله لصاحبها الشيخ نعيم " مكتوبة بالنيون ، كانت مضيئة في يوم ما.ربما كانت شاهدا علي عمليات تغيير العملة و دلع بائعة صغيرة السن علي الشيخ نعيم ، تحولت لعلامة مختفية وراء يافطات أحدث و أكثر رواجا . ربما ذهب الشيخ نعيم للسجن أو مات فجأة و هو يضاجع زوجته الثانية .
لهذا أحببت الغلاف كونه يحمل رؤية مغايرة حولته لصورة مختلفة بالتأكيد عن أي صورة أخري في ذهني أو في ذهن أي شخص آخر قد يثيرها قراءة الديوان نفسه .
لهذا أحببت الغلاف كونه يحمل رؤية مغايرة حولته لصورة مختلفة بالتأكيد عن أي صورة أخري في ذهني أو في ذهن أي شخص آخر قد يثيرها قراءة الديوان نفسه .
***
عيد الحب الذي أصبح فجأة حدثا قوميا تصاب فيه البلد بالحصبة و تتحول فيه أنت كطفل صغير مذعور من مجرد احتمال اصابته بالمرض . 14 فبراير هو يوم ميلاد أبي الذي لم نحتفل به أبدا سوي مرات قليلة لأسباب كثيرةأهمها أنني لم أجد أبدا أي رغبة في اصطناع ابتسامة و جملة مبتذلة مثل " كل سنة و انت طيب " أو " عقبال ميت سنة " و لأن 14 فبراير ببساطة ليس يوما مناسبا لإعلان المحبة .
****
في خطوة مفاجأة لأغلب من أعرفهم أرتبطت ب " بسمة " لأنني عرفت في لحظة واحدة أنها من أريد أن أكون معها لباقي حياتي .
تبدو مثل هذة الجملة مستفزة تماما في السياق أعلاه لأن من يعرفونني جيدا يعرفون أنني أكره الحديث عن العلاقات الأبدية التي تنتهي بالموت ، لا أعتقد أنه توجد علاقات كهذة الان ، أو كانت موجودة من قبل . لكن هذا ما أحسسته ، أنها تماما من أريد أن أصحو من نومي لأجدها بجواري ربما سيتغير رأيي بعد عشر سنوات أكثر أو أقل و ربما لن يتغير أبدا لأنني أعرف ببساطة أهمية أن تكون قادرا علي منح المحبة و استقبالها ، أن تكون مهيئا للبكاء لأنك خذلت شخصا لا تريد أن تخذله ، و أن تكون ببساطة أنت . لست شريكا نموذجيا ، في أغلب الأحيان أصبح مزعجا لدرجة تثير القرف . أعرف أيضا أنني لن أصبح أقل ازعاجا لحبيبتي ولا لأصدقائي الذين أحبهم و لكن علي الأقل أعرف أنهم لن يخذلوني كما أخذلهم دائما ، أو هكذا أتمني .
تحديث لا بد منه :
أنا مرتبط ب " بسمة " منذ عام أو أكثر قليلا ... مفيش داعي يعني ل مبروك و الكلام ده :)
صباح الفل