ايروتيكا ليانيس ريتسوس
عندما لا تكونين هنا ، لا أعرف بعدُ أين أنا .
البيت فارغ . و الستائر تتطاير خارج النوافذ .
المفاتيح هنا فوق المائدة.على الأرضية الخشبية ،
مفتوحةٌحقائب أسفار قديمة بها ملابس غريبة لفرقة مسرحية عرفت في الماضي نجاحا باهرا و بعد ذلك تشتّت أفرادها ،
في إحدى الليالي أجمل الممثلات انتحرت على المسرح .
عندما لا تكونين هنا ، بالخارج الجنود يركضون في الشوارع ، و نساء يبكين ،
ونسمع هدير مركبات مصفّحة ،
وصفارات الإنذار تنطلق ،
سيارات الإسعاف تمرّ ، تتوقّف ، الممرّضون بلباسهم الأبيض يجمعون الجرحى من على الإسفلت ، يحملونني أنا أيضا ، و ينقلونني إلى مستشفى أبيض تماما و بلا أسرّة،
أقفل العينين مثل طفل محاصر بالأبيض .
بقيت ممرّضة في الحديقة ، قرب نافورة الماء ، ثم انحنت لتجمع بعض الزهور البيضاء التي أسقطتها الريح كأكاسيا ،أنت من تدخلين بسلّة ، - رائحة الأجاص الناضج تعبق بها الحجرة .تنام ؟ يقول صوتك . تنام وحيدا ؟ لا تنتظرني ؟ أفتح عيوني . فإذا بالبيت هنا ، و أنا أيضا . أرائك حمراء .و أعواد كبريت فوق الطاولة .أيها الضوء الطاهر ، أيها الدم الأحمر ، أيها الحب أيها الحب .
أثينا 16.11.80
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home